بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله طه الامين
اما بعد فيقول الله تعالى في القرءان الكريم: "يا ايها الذين ءامنوا اتقوا الله "ولتنظر نفس ما قدمت لغد
تفيد هذه الآية الكريمة الامر من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين بالتقوى والتقوى معناه لزوم طاعة الله بأداء الواجبات واجتناب المحرمات فمن ادى كل الواجبات واجتنب كل المحرمات كان من الاتقياء الذين وعدهم الله بجنة عرضها السموات والأرض. واساس التقوى الايمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم. ومعنى الايمان بالله ان تؤمن بأن الله سبحانه وتعالى خلق المخلوقات ولا يشبهها وانه سبحانه وتعالى لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان قال الله تعالى: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" وقال الامام ذو النون المصري: "مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك" وقال الامام ابو جعفر الطحاوي: "ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر" فيجب الايمان بأن الله سبحانه وتعالى موجود لا شك في وجوده ولا يشبه شيئا ولا يحتاج لشيء. ويجب الايمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وانه مرسل من عند الله تعالى وصادق في كل ما اخبر به وبلغه عن الله تعالى وهو صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين.واما قوله تعالى: "ولتنظر نفس ما قدمت لغد" معناه لينظر الانسان ماذا اعد لآخرته لأن الاخرة ينفع فيها تقوى الله فعلى العبد العاقل ان ينظر في عواقب الامور فيدرك ان هذه الدنيا زائلة فانية ولن تدوم لأحد وهذه الدنيا مزرعة الاخرة فمن زرع فيها خيرا وجد عند الله تعالى ما يسره في الاخرة ومن زرع فيها شرا وجد عند الله تعالى ما يسوءه في الاخرة وقد قال سيدنا علي رضي الله عنه: "ارتحلت الدنيا وهي مدبرة وارتحلت الاخرة وهي مقبلة فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا اليوم العمل ولا حساب وغدا الحساب ولا عمل" وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزنوا فانه اهون عليكم غدا ان تحاسبوا انفسكم اليوم". وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني" فطوبى لعبد عرف الصواب واتبعه عرف الحق وسار عليه عرف انه راحل عن هذه الدنيا فعمل لاخرته عمل لتلك الجنة التى وعد الله بها عباده الصالحين
نسأل الله تعالى ان نكون ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين
9/29/2007, 11:30
